د. دافيد سكلير – حاصل على البكالوريا في دراسة الأديان من جامعة ييل (1976)، وعلى إجازة الدكتوراة في قسم لغات وحضارات الشرق الأدنى ضمن برنامج التاريخ اليهودي ما بعد الفترة التوراتية والأدب العبري من جامعة هارفارد (1992). حملت أطروحته العنوان “الفكر الديني والشريعة عند الحاخام صموئيل بن حفني غاؤون: نصوص ودراسات في التاريخ الثقافي”. تضم الأطروحة تحقيقًا لعملين لم يكونا معروفين للحاخام صموئيل بن حفني غاؤون بالعربية اليهودية يتناولان مسائل في نظرية الشريعة.
تركّز أبحاث د. سكلير على ثقافة (أو: ثقافات) اليهود الذين عاشوا بين ظهراني البلاد العربية في القرون الوسطى وتراثهم الأدبي بالعربية اليهودية. تناول في دراساته عدة مواضيع، يقع بعضها ضمن حقل آداب ونظرية الشريعة (تلك الخاصة بطائفة الربانيّين وتلك الخاصة بطائفة القرائيّين)، ويقع الآخر ضمن حقول علم الكلام والفلسفة والجدل اليهودي الإسلامي والجدل بين طائفة الربانيّين وطائفة القرائيّين وشروح التوراة وتفسيرها. وقف على رأس مركز دراسة الثقافة العربية اليهودية في معهد بن تسفي في القدس. تضمنت مشاريع هذا المركز فهرسة المخطوطات التي تشملها مجموعتي فيركوفيتش – (الموجودان في المكتبة الوطنية الروسية في سانت بطرسبرغ)، وتعود غالبية هذه المخطوطات والشذرات إلى جنيزة كنيس بن عزرا في القاهرة – إلى جانب ترميم المخطوطات وتحقيقها وترجمة الأعمال المكتوبة بالعربية اليهودية في حقلي الشريعة اليهودية وتفسير التوراة.
يقوم د. سكلير ضمن مشروع بيبليا عرابيكا – بتمويل منظمة التعاون الألماني الإسرائيلي للأبحاث- بالعمل على مشروعين. يتلخّص الأول بوضع فهرست لمخطوطات فيركوفيتش التي تشمل ترجمات توراتية بالعربية اليهودية، وضع حتى الآن فهرسة لنحو تسعين منها. أما المشروع الثاني فيتلخّص في دراسة النوع الأدبي التوراتي الذي يطلق عليه تعبير “أسئلة وأجوبة” حول الجمل التوراتية. يعود تاريخ هذا النوع الأدبي إلى المراحل المبكّرة لتطوّر النصوص المكتوبة بالعربية اليهودية والتي تتمحور حول تفسير النصوص التوراتية. تعود مثل هذه الأعمال المبكّرة التي وصلتنا إلى منتصف القرن التاسع للميلاد بالتأكيد. يقوم حاليًا بالعمل على تحقيق وترجمة شذرات ناجية لعملين مجهولين يقعان ضمن هذا النوع الأدبي، إضافة إلى عمله على شذرات تعود إلى الحاخام سعيد بن يوسف الفيومي من أبناء النصف الأول من القرن العاشر للميلاد.